شددت مصادر "تيار المستقبل" عبر صحيفة "الأخبار" على أن "اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بمجموعة الـ20 في بيت الوسط، لم يكُن الأول من نوعه. هو دائم الانعقاد منذ سبع سنوات حتى إبان غياب الحريري عن البلاد، وبعض من كانوا يحضرونه، توقفوا عن المشاركة فيه لاحقاً مثل وزير الداخلية نهاد المشنوق. لكنه، في المرّة الأخيرة، انعقد بناءً على طلب الحريري نفسه الذي أبلغ أعضاء المجموعة، عبر رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة، أنه يُريد الاجتماع بهم في منزله في وادي أبو جميل"، مشيرة الى أن "المجتمعين هم أصدقاء الحريري ومن المؤيدين له. ولا يملك أي منهم مشروعاً سياسياً مُستقلاً. لكنهم يفكرون ويناقشون، ولا يتبلغون التعليمات وينفذونها بصمت".
وأكدت "اننا نعتمد مبدأ التشاور مع الحريري، لأنه أقبل على عدد من الخيارات المفاجئة التي تقتضي التفسير، ولا بدّ من شرحها وتبريرها لجمهور تيار المستقبل الذي لم يبلَع حتى الآن ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية للرئاسة سابقاً، ومن ثمّ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً".
لم تخف المصادر أن "مرارة" شابت حديث الحريري إلى المجموعة، عبّر عنها بقوله "أنا الوحيد الذي أتعرّض لانتقادات وهجوم من داخل التيار، وهو ما لا يحصل في أي تيار آخر. وهذا يرتدّ سلباً على صورتي وصورة المستقبل بشكل عام". وسأل: "هل هناك تيار آخر يفعل فيه أحد المسؤولين ما فعله السنيورة عندما هاجمني أمام وسائل الإعلام من حديقة منزلي؟". وفيما لم يجب السنيورة بأي كلمة، علّق الوزير السابق رشيد درباس قائلاً: "هذه نقطة تُحسب لك، لا عليك. وهذا دليل على تقبّلك للانتقاد وديمقراطيتك".
ونقلت المصادر عن الحريري قوله: "أنتم تتحدثون عن وضع الطائفة السنية في البلد، وتنظرون الى النصف الفارغ من الكأس. انظروا إلى أوضاع السنّة في المنطقة، وستدركون أن وضعنا أفضل من الجميع. وأضاف كل السبل المتاحة جُرّبت. دول مركزية وتاريخية تنهار من حولنا. لذا كان لزاماً عليّ تقديم تنازلات جوهرية لا يريد أحد تقديمها، مكرراً التبريرات التي أدت به إلى قبول التسوية والتنازل في عدد من الملفات، كما حصل في ملف قانون الانتخابات: بين كتلتي النيابية والبلد، اخترت مصلحة البلد".
وفيما عبّر بعض الحاضرين، كمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، عن التأييد لكل خطوات الحريري، كان رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام الأعلى سقفاً في الحديث عن إحباط جمهور تيار المستقبل في الاجتماع الذي كان بين الحاضرين فيه أيضاً عمر مسقاوي وفاروق جابر ورضوان السيد وخالد شبارو. ولدى التطرق إلى "التعامل مع حزب الله في الحكومة"، كان الحريري جازماً: "أنا أختلف مع الحزب في أمر السلاح والحرب في سوريا. لكن أداء وزرائه في الحكومة جيد ولا تشوبه شائبة. كما أنهم دائماً ما يعملون على ترطيب الأجواء في أي جلسة".
و رأت مصادر "مستقبلية" أن "اجتماعاً بهذا الحجم تحضره شخصيات ذات ثقل لتشكو من أداء الحريري، إلى حدّ اتهامه بالخروج عن المسلّمات والثوابت، ليس أمراً عابراً، وخصوصاً أن التحذير تطرق إلى تراجع دوره وسقوط تأثيره داخل البيئة السنية". وفيما لفتت الى أن خطوة كهذه، ديمقراطية في الشكل، لكنها "إشارة الى أن هناك من هو مستعدّ للخروج عن إرادة الحريري، ووجود قابلية لديها للانشقاق". واعتبرت أن ما حصل "ينذر بانهيارات داخل التيار، وهو رسالة سلبية الى الشارع السني بأن هناك صقوراً حريصون على التيار أكثر من الحريري نفسه".